تفسير قوله تعالى: (سبحان الله عما يصفون إلا عباد الله المخلصين)

قال الله تعالى: {سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ} [الصافات:159].

أي: تعالى الله سبحانه وتنزه وتقدس عما يصفونه من كذب وضلال {إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ} [الصافات:160] أي: هؤلاء لم يصفوا الله سبحانه إلا بما قاله عن نفسه سبحانه، ولذلك الإنسان المؤمن لا يصف ربه سبحانه بما عني له في خاطره أو في عقله فيصف ربه بما شاء، لا؛ لأن صفات الله توقيفية، فالإنسان لا يسمي ربه إلا بما سمى به نفسه، أو سماه به الرسول عليه الصلاة والسلام، ولا يصفه سبحانه إلا بما وصف به نفسه، ووصفه به رسوله صلوات الله وسلامه عليه.

قوله: (إلا عباد الله المخلِصين) مخلَص ومخلِص في كل القرآن يقرؤها نافع وأبو جعفر والكوفيون كـ عاصم وحمزة والكسائي وخلف: ((الْمُخْلَصِينَ)) وباقي القراء يقرءونها: (المخلِصين)، ولها معنيان: المخلَص وهو الذي اصطفاه الله عز وجل واختاره، والمخلِص وهو الذي عبد الله سبحانه ولم يشرك به شيئاً، فهؤلاء المخلَصون والمخلِصون يذكر الله عز وجل أنهم لم يكذبوا على الله سبحانه، ولم يصفوا الله إلا بما وصف به نفسه، أو وصفه الرسول صلوات الله وسلامه عليه، وهؤلاء ذكرهم الله قبل ذلك أن لهم جنات النعيم، وأن لهم الحور العين، ومما يشربون من أنهار الجنة ومن النعيم الشيء العظيم، وهنا ذكر الله سبحانه أنهم لا يصفون الله إلا بالحق الذي جاء في الكتاب والسنة.

نسأل الله عز وجل أن يجعلنا منهم.

أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم.

وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015