قال الله تعالى: {قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} [الصافات:105] أي: كهذا الجزاء العظيم الذي جازينا به إبراهيم عليه الصلاة والسلام، كذلك نجزي كل إنسان يحسن في عبادته لله سبحانه، وننجيه من الكرب والغم كما نجينا إبراهيم، ونجينا ابنه كذلك.
قال تعالى: {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاءُ} [الصافات:106] أي: الاختبار والامتحان الصعب، الشديد المبين، فهو بين تماماً صعوبة هذا الامتحان الذي اجتازه إبراهيم عليه الصلاة والسلام ونجح فيه، فهو البلاء البين الواضح الجلي.
وقوله تعالى: {وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ} [الصافات:107]، فدى الله عز وجل إسماعيل بكبش عظيم، وصفه الله عز وجل بذلك بأنه عظيم، أي: في هيئته وفي منظره، ومن هنا جاء استحباب التضحية بالكبش العظيم.
فآتاه الله عز وجل مع جبريل كبشاً أقرن، وكانت قرون هذا الكبش معلقة في الكعبة حتى فتح النبي صلى الله عليه وسلم مكة، وأمر عليه الصلاة والسلام؛ حتى لا تشغل من يصلي، وهذا من الأدلة على أن الذبيح كان إسماعيل وليس إسحاق، فإن إسحاق لم يذهب إلى هنالك، إنما الذي ذهب إلى هنالك هو إسماعيل، فقد عاش وتربى هنالك، وفداه الله عز وجل بالذبح العظيم.