هذه السورة من أغراضها إثبات صدق النبي صلوات الله وسلامه عليه فيما جاء به من عند الله سبحانه، وأنه جاء بالذي جاء به الرسل من قبله عليهم الصلاة والسلام.
وفيها أيضاً: إثبات البعث وإثبات الدار الآخرة.
وفيها: تذكير الناس بنعم الله سبحانه وتعالى عليهم، كنعمة الإيجاد، فإنه أوجدكم سبحانه، ونعمة الإمداد؛ فإنه يمدكم ويعطيكم من فضله سبحانه وتعالى.
وما يعبد المشركون من دون الله لا يملكون من قطمير، كما قال سبحانه: {إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} [فاطر:14].
أيضاً فيها: تثبيت النبي صلوات الله وسلامه عليه على ما يلاقيه من قومه، فيصبره ربه سبحانه وتعالى بما في هذه السورة من ذكر ذلك.
كذلك فيها كشف نوايا هؤلاء الكفار في إعراضهم عن النبي صلوات الله وسلامه عليه، وأن ما منعهم من ذلك إلا أنهم تعززوا، وحسدوا النبي صلى الله عليه وسلم على ما هو فيه من رسالة من عند الله، فحسدوه وأخذتهم العزة بالإثم.
وكذلك فيها الإنذار لهؤلاء وتخويفهم بأن ما حل بالسابقين قد يحل بهم كذلك.
وفيها أيضاً: الثناء على الذين تلقوا كتاب الله سبحانه وتعالى، وتلقوا هذا الإسلام العظيم بالتصديق، وبضد ذلك حال المكذبين.
كذلك فيها تذكير الناس بأنهم يودون أن يرسل الله عز وجل إليهم رسولاً، فلما جاءهم رسول من عند رب العالمين كفروا به، وكذبوا وأعرضوا، فيذكرهم: ألم تكونوا تسألون الله سبحانه أن يرسل إليكم رسولاً؟ كذلك فيها أنه لا مفر لهم من حلول العذاب بهم على تكذيبهم، وقد شاهدوا آثار الأمم السابقة كيف فعل الله عز وجل بهم، فلا يغتر هؤلاء بإمهال الله سبحانه وتعالى، ولا يغتروا بالشيطان، قال سبحانه: {وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ} [فاطر:5].
هذه مجمل أغراض هذه السورة، وهي كلها من خصائص السور المكية.