جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لما بنا سليمان بيت المقدس سأل ربه سبحانه وتعالى أنه لا يأتيه أحد إلا ويغفر الله عز وجل له، نسأل الله عز وجل أن يحرره وأن يمكن المسلمين من الذهاب إليه، وأن يغفر لنا وللمسلمين، فهذا كان من دعائه عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، وهذه نعمة من نعم الله عز وجل على سليمان أنه أتم بناء بيت المقدس، وأن سخر له ما ذكر من أشياء في هذه الآية وفي غيرها من القرآن.
لما أعطى الله عز وجل لداود وسليمان الحكم والملك أمر الله عز وجل بالحكم بالعدل فقال لداود: {يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [ص:26] وهذه مقولة قالها الله لنبي من أنبيائه عليه الصلاة والسلام، فغيره من باب أولى، إذ على من تولى أمر الناس ألا يتبع الهوى حتى لا يضل، والنبي صلى الله عليه وسلم يدعو لمن تولى أمر الناس ورفق بهم ويدعو على من تولى أمر الناس فشق عليهم، قال صلى الله عليه وسلم: (اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فاشقق عليهم، ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به).
فدعا النبي صلى الله عليه وسلم على من يتولى أمور الناس فيعنفهم ويشق عليهم ويقسو عليهم بأن يعامله الله بمعاملته، ومن تولى أمر الناس فرفق بهم أن يرفق الله عز وجل به.