قال الله تعالى: {إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا} [الأحزاب:9].
ذكر المفسرون أن الله سبحانه وتعالى أرسل الملائكة على هؤلاء الكفار ولم تقاتل في هذا اليوم، بخلاف ما حدث في يوم بدر فإنها نزلت وقاتلت مع المسلمين، فكان أحد المسلمين في يوم بدر يرفع السيف من أجل أن يقتل الكافر فيرى رقبته قد طارت أمامه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الملائكة هي التي صنعت ذلك).
أما في يوم الأحزاب فإن نزول الملائكة من أجل تكثير المسلمين، وإلقاء الرعب في قلوب الكفار، فقلعت أوتاد الخيام، وقطعت الحبال، فطارت الخيام، وأطفأت النيران وأكفأت القدور، وجالت الخيل بعضها في بعض، وأرسل الله عز وجل عليهم الرعب، وكثر تكبير الملائكة في جوانب العسكر حتى كان سيد كل خباء يقول: يا بني فلان هلم إلي! ظنوا ذلك النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
فلما اجتمع القوم إلى سيدهم أبي سفيان قال لهم: النجاة النجاة، فهرب الجميع.
كان الله بما يعملون بصيراً، والله بصير ورءوف بعباده سبحانه، وهزم الكفار وكان الله قوياً عزيزاً.