لقد اختص الله سبحانه نفسه بعلم أشياء لم يطلع أحداً من الخلق عليها ذكرها الله تعالى في قوله سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ} [لقمان:34]، وهذه من جملة مسائل العقيدة التي يؤكدها لنا الله سبحانه في هذه السورة المكية وفي غيرها من سور القرآن، ولكنها أكثر تأكيداً في السور المكية، وإنما يركز على أمر العقيدة لأنها تربية للإنسان المؤمن، إذ يربى المؤمن من خلالها على حب الله سبحانه، وطاعته وتوحيده وعدم الشرك به سبحانه، والخوف منه، والإيمان بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، والاستعداد ليوم النشور، كما قال الله سبحانه {كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} [البقرة:285] فهذه خمسة من أصول الإيمان، يتبعها أصل الإيمان بالقضاء والقدر، قال تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر:49] وبذلك تمت الستة الأصول من أصول الإيمان التي يركز القرآن على بيانها وتوضيحها، وذلك حتى يؤمن العبد بأصول الإيمان، فيؤمن بربه، ويؤمن بالأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام، ويؤمن باليوم الآخر، وفي الآية التي بين أيدينا يذكر الله تعالى إحدى مسائل الإيمان.