إن لله سبحانه وتعالى نعماً على عباده لا تعد ولا تحصى، منها: الحكمة والتسديد في المنطق والرأي، فهذه نعمة ما بعدها نعمة، ولا بد من شكرها حتى تبقى وتدوم، وليس الشكر لحاجة الله إليه؛ فهو سبحانه لا تنفعه طاعة الطائع ولا تضره معصية العاصي، وإنما من شكر فإنما يشكر لنفسه، ومن كفر فلن يضر الله شيئاً، وإنما جنى على نفسه، وسيعرف شناعة وبشاعة هذه الجريمة يوم تبلى السرائر ويظهر المخفي في الضمائر، وممن أعطاهم الله تعالى الحكمة فشكروه عليها لقمان الحكيم رضي الله عنه.