وهذه السورة من السور التي بدأها الله سبحانه وتعالى بالحروف المقطعة {الم} [لقمان:1] وقد جاءت هذه الحروف في سورة البقرة، {الم} [البقرة:1]، وآل عمران: {الم} [آل عمران:1]، وكذلك في سورة العنكبوت والروم ولقمان والسجدة فكل هذه السور بدأها الله عز وجل بقوله: ((الم)).
وهذه من فواتح السور تحدى الله عز وجل بها الخلق أن يأتوا بمثل هذا القرآن الذي هو من جنس لغتهم ومن جنس كلامهم ومن جنس حروفهم، فهذا القرآن مركب من الحروف التي ينطق بها العرب ويصيغون بها خطبهم وكتاباتهم وأشعارهم، فتحداهم بأن يأتوا بسورة مثل هذا القرآن من مثل هذه الحروف.
وقد اختلف المفسرون في معنى هذه الحروف: فمن قائل: إن (الألف) إشارة إلى الله، و (اللام) إشارة إلى اللطيف، و (الميم) إشارة إلى الملك.
وهذا ليس عليه دليل مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم يفيد أن هذه إشارات إلى ذلك، ولكن ورد في كلام العرب من يعبر أحياناً بحرف ويقصد به كلمة أو جملة، ولكن هنا لا بد من وجود نص عن النبي صلى الله عليه وسلم يبين أن هذا هو المقصود، وطالما أنه ليس فيه نص، فيبقى هذا على وجه الاحتمال فقط.
فهذا احتمال فقط أن يكون إشارة إلى أسماء الله الحسنى، أو إشارة إلى تسمية السورة نفسها، أو أن المقصود جذب انتباههم لسماع القرآن، فعندما يقرأ النبي صلى الله عليه وسلم: بسم الله الرحمن الرحيم {الم} [لقمان:1]، ينصتون؛ لأنهم غير معتادين على هذا الكلام، فهو شيء غريب عليهم، فيشد انتباههم لكلامه، فيقرأ عليهم القرآن بعد ذلك.