قال الله: {لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ} [الروم:34]، واللام هنا: إما لام الأمر وإما لام كي، وكأنه أمر للتهديد والوعيد، كقوله سبحانه: {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [فصلت:40]، فأين ستذهب من الله؟ فلام الأمر هنا تفيد التهديد والوعيد، ولام كي تفيد التعددية، وكأن المقصود بها هنا: العاقل، أي: لتكون عاقبتهم أن يكفروا بالله سبحانه وبما آتاهم، فيعاقبهم الله يوم القيامة على ذلك.
قال: {لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا}، يقول للعباد: تمتعوا بما آتيناكم في هذه الدنيا، {فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ}، أي: سترون يوم القيامة أن هذه الدنيا كانت تافهة لا قيمة لها، إذ إنكم فرحتم بها وضيعتم الآخرة.