قال تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ} [العنكبوت:7].
فالمؤمنون الذين يعملون الصالحات يقسم الله سبحانه وتعالى أنه سيكفر عنهم سيئاتهم، قال تعالى: {لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ} [العنكبوت:7]، وهذا الفعل المضارع المسبوق بلام التوكيد والمنتهي بنون التوكيد الثقيلة دليل على وجود القسم، كأنه يقول: والله لنفعلن بهم ذلك ولنكفرن ذنوبهم، ولنمحون عنهم ما وقعوا فيه من خطايا، فتابوا إلى الله عز وجل، فنفعهم إيمانهم ونفعتهم توبتهم.
قال تعالى: {وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ} [العنكبوت:7] هذا الفعل أيضاً جواب القسم، والتقدير: والله لنفعلن ذلك ونجزيهم الأجر العظيم.
قال تعالى: {وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ} [العنكبوت:7]، أي: أحسن ما كانوا يتوقعون، فقد توقعوا من الله عز وجل أن يعطيهم ثواباً فأعطاهم ثواباً مضاعفاً.
توقعوا من الله عز وجل أن يدخلهم جنة على نحو معين؛ فإذا به يدخلهم جنات فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.