وَقَالَ مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ: {ثَلاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا} مِنْ غَيْرِ خَرَسٍ.
وَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يُكَلِّمُ النَّاسَ فِي هَذِهِ اللَّيَالِي الثَّلَاثِ وَأَيَّامِهَا {إِلا رَمْزًا} أَيْ: إِشَارَةً؛ وَلِهَذَا قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ: {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ} أَيِ: الَّذِي بُشِّرَ فِيهِ بِالْوَلَدِ، {فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ} أَيْ: أَشَارَ إِشَارَةً خَفِيَّةً سَرِيعَةً: {أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا} أَيْ: مُوَافَقَةً لَهُ فِيمَا أُمِرَ بِهِ فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ الثَّلَاثَةِ زِيَادَةً عَلَى أَعْمَالِهِ، وَشُكْرًا لِلَّهِ عَلَى مَا أَوْلَاهُ.
قَالَ مُجَاهِدٌ: {فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ} أَيْ: أَشَارَ. وَبِهِ قَالَ وَهْبٌ، وقَتَادَةُ.
وَقَالَ مُجَاهِدٌ فِي رِوَايَةٍ عَنْهُ: {فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ} أَيْ: كَتَبَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ، كَذَا قَالَ السدي.