ذكر وعيد العاصي لله ورسوله هنا لبيان أن من يعصي غيره ليقوم الناس
بإبلاغ الحق من غير تصحيح فيه.
قيل {أَضْعَفُ نَاصِرًا} لأنه جاء على جواب من توهم أنه إن كانت لهم أخوة فناصرهم أقوى وعددهم أكثر.
و (رصدا) منصوب على المفعول كأنه قال يجعل رصداً يسلك من بين يديه ومن خلفه.
ليعلم: أي: ليظهر المعلوم من التبليغ، وأحاط بما لديهم فصار في معلومه بمنزلة ما أحيط به، وإنما أحصى عدد الأشياء لتمكين الدليل أنه يعلمها
مع كثرتها على التفصيل.
وقيل ملتحداً: ملجأً.
وقيل: يجوز أن يكون أن لا أبلغ بلاغا من الله ورسالاته يعني إلا كذا وكذا.
وعلى الوجه الأول لا أملك إلا بلاغا من الله ورسالاته.
وقيل {فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِرًا وَأَقَلُّ عَدَدًا}
أجند الله أم الذين عبده المشركون.
وقيل {فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا} فإنه يطلعهم بالوحي على من يشاء من
الغيب.
وقيل: (رصدا) من الملائكة حفظة.
وقيل: ليعلم من كذّب بالرسل أن قد ابلغوا رسالات ربهم. عن مجاهد.
وقيل: ليعلم الرسل أن قد أبلغوا رسالات ربهم على إحاطة بهم وتحصين لما بلغوه من رسالاته. عن سعيد بن جبير.