وقد خرَّجه في "كتاب الحج " من طريق الفزاري، عن حميد، عن أنس.

قال: أراد بَنُو سلمة أن يتحولوا إلى قرب المسجد، فكره رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - أن تعرى المدينة، فقال:

"يا بني سلمة، ألا تحتسبون آثاركم؟ ".

وبنو سلمة: قوم من الأنصار، كانت دورهم بعيدة من المسجد، فأرادوا أن

يتحولوا إلى قرب المسجد، فأمرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بملازمة دورهم، وأخبرهم أنَّ خطاهم يُكتب لهم أجرها في المشي إلى المسجد.

وخرَّج مسلم في "صحيحه " من حديث أبي الزبير، عن جابر، قال:

كانت دارنا نائيةً من المسجد، فأردنا أن نبيع بيوتَنَا فنقترب من المسجد، فنهانا رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - فقال:

"إن لكم بكل خطوةٍ درجة".

ومن حديث أبي نضرة، عن جابر، قال: أراد بنو سلمة أن يتحولوا إلى

قرب المسجد، والبقاع خالية. قال: فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "يا بني سلمة، دياركم تكتب آثاركم ".

فقالوا: ما يسرنا أنا كنَّا تحولنا.

وقوله: "ديارَكم " بفتح الراء على الإغراء، أي الزموا دياركم.

وخرَّجه الترمذيُّ من حديثِ أبي سُفيانَ السعدي، عن أبي نضرةَ عن أبي

سعيدٍ، قالَ: كانتْ بنو سَلمةَ في ناحيةِ المدينةِ، فأرادوا النُقلةَ إلى قُرْبِ

المَسْجِدِ، فنزلتْ هذه الآية ُ: (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ) فقال رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -:

"إنَّ آثارَكُمْ تُكْتَبُ "، فلَمْ ينتقْلُوا.

وأبو سفيانُ، فيه ضعْفٌ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015