وصلَّى أبو أمامةَ الباهليُّ على جنازةٍ فلمَّا وُضِعتْ في لحدِها، قال
أبو أمامةَ: هذا برزخٌ إلى يومِ يبعثونَ.
وقيل للشعبيِّ: ماتَ فلان، قال: ليسَ هو في الدُّنيا ولا في الآخرةِ، هو
في البرزخ.
وسمعَ رجلاً يقولُ: ماتَ فلان أصبحَ من أهلِ الآخرةِ.
قالَ: لا تقلْ: من أهلِ الآخرةِ، ولكنْ قل: من أهلِ القبورِ.
* * *
قالَ اللَّهُ تعالى: (تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ) .
روى دراجُ عن أبي الهيثمِ، عن أبي سعيدٍ عن النبيِّ صلى اللَّه عليه وآله
وسلم قالَ: (وَهُمْ فِيهَا كَالِحُون) ، قالَ: "تَشْويهِ النارُ، فتقلصُ شفتُهُ
العليا حتَّى تبلغَ وسطَ رأسه وتسترخي شفتُه السفلَى حتى تضربَ سرّتهُ ". خرَّجَه الإمام أحمدُ والترمذيُّ والحاكم وقالا: صحيح.
وعن ابنِ مسعودٍ أنه قالَ في قولِه: (وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ)
قالَ: ككلُوح الرأسِ النضيج، وعنه: ككلُوح الرأسِ المشيطِ بالنارِ - قد بدتْ أسنانهم وتقلصتْ شفاهُهُم.
وعنه قالَ: ألم ترَ إلى الرأسِ المشيطِ بالنارِ وقد
تقلصتْ شفتاهُ وبدتْ أسنانُه.
وخرَّجَ الخلالُ في كتابِ "السنةِ" من حديثِ الحكم بنِ الأعرج عن