حبلَ اللَّهِ هو القرآنُ، وهذا كَمَا أنَّ الكتبَ المنزَّلة، والرسلَ المُرسلةَ وأتباعَهُم
يدعونَ إلى اتِّباع الصراطِ المستقيم، فالشيطانُ وأعوانُهُ وأتباعُهُ من الجنِّ
والإنسِ يدعونَ إلى بقيةِ الطرقِ الخارجةِ عن الصراطِ المستقيم، كما قالَ
تعالى: (كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (71) .
والإسلامُ لهُ: هوَ الاستسلامُ، والإذعانُ، والانقيادُ، والطاعةُ.
والإسلامُ قد فسَّره النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - في حديثِ جبريل بالشهادتينٍ، معَ إقامِ الصلاةِ، وإتاء الزكاة، والحجِّ، والصيامِ.
وأخبرَ - صلى الله عليه وسلم - في حديثٍ آخرَ: أنَّ الإسلامَ بُني على هذهِ الخمسِ: يعني: أنه أركانُ بنائِهِ التي لا يقومُ البناءُ إلا عليها، وبقيةُ الأعمالِ داخلة في مسمَّاهُ أيضًا.
ورُويَ من حديث أبي الدرداءِ مرفوعًا ومن حديثِ حُذيفةَ مرفوعًا
وموقوفًا، وعدَّ من سهامِهِ الجهاد.
وأفضلُ الإسلامِ: أنْ يسلمَ المسلمونَ من لسانِهِ ويدِهِ، ومن حُسنِ إسلامِ
المرءِ تركُه ما لا يعنيهِ.