(فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (93)
عن قولِ: لا إله إلا اللَّهُ.
ففسَّروا العملَ بقولِ كلمةِ التوحيدِ.
وممْن رُوي عنه هذا التفسيرُ: ابنُ عمرَ ومجاهدٌ.
ورواه ليثُ بنُ أبي سليم، عن بشيرِ بنِ نهيكٍ، عن أنسٍ - موقوفًا -
ورُوي عنه - مرفوعًا - أيضًا.
خرَّجه الترمذيُّ وغرَّبهُ.
وقال الدارقطنيُّ: "ليثٌ " غيرُ قويًّ، ورفعُه غيرُ صحيح.
وقد خالفَ في ذلك طوائفُ من العلماءِ، من أصحابِنا وغيرِهم، كأبي
عبدِ اللَّه بن بطةَ، وحملُوا العملَ في هذه الآياتِ على أعمالِ الجوارح.
واستدلُّوا بذلكَ على دخولِ الأعمالِ في الإيمانِ.
* * *
عملُ المؤمنِ لا ينقضِي حتى يأتيَه أجلُهُ.
قال الحسنُ: إنَّ اللَّهَ لم يجعلْ لعملِ المؤمنِ أجلاً دونَ الموتِ، ثم قرأ:
(وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99) .
هذه المشهورُ والأعوامُ والليالي والأيامُ كلُّها مقاديرُ للآجالِ، ومواقيتُ
للأعمالِ، ثم تنقضِي سريعًا، وتمضِي جميعًا، والذي أوجدَها وابتدَعها
وخصَّها بالفضائلِ وأودَعَها باقٍ لا يزولُ، ودائمٌ لا يحولُ، هو في جميع