جزء، والنوافلُ جزء.
قال أبو عبيدٍ: وهذا غيرُ ما نطقَ به الكتابُ، فإنَّ اللَّهَ أخبرَ أن الإسلامَ هو
الدِّينُ برمَّته، وزعمَ هؤلاءِ أنَّه ثلثُ الدِّينِ. انتهى.
فالمرجئةُ، عندهم: الإيمانُ التصديقُ، ولا يدخلُ فيه الأعمالُ، وأمَّا الدِّينُ
فأكثرُهم أدخلَ الأعمالَ في مسمَّاه، وبعضُهم خالفَ في ذلك - أيضًا، والآيةُ
نصّ في ردِّ ذلكَ. واللَّهُ أعلمُ.
ثمَّ خرَّج البخاريُّ في هذا البابِ حديثينِ:
أحدُهما: حديثُ ة هشامٍ الدسْتوائيِّ: ثنا قتادةُ عنْ أنسٍ عنِ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
"يخرجٌ منَ النارِ من قالَ: لا إله إلا اللَّهُ وفي قلبه وزْنُ شعيرة من خير، ويخرجٌ من النارِ منْ قال: لا إله إلا اللَهُ وفي قلبهِ وزنُ بُرَّةٍ منْ خير، ويخرجٌ من النارِ من قال: لا إله إلا اللهُ وفي قلبِهِ وزْنُ ذَرة من خيْر".
خرَّجه عن مسلمٍ بنِ إبراهيمَ، عن هشامٍ، به.
ثمَّ قال: وقال أبانُ: ثنا قتادةُ ثنا أنس، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "من إيمانٍ "، مكانَ: "منْ خَيْر".
ففي هذه الروايةِ التي ذكرَها تعليقًا: التصريحُ بتفاوتِ الإيمانِ الذي في
القلوبِ.
وأيضًا؛ فيها: التصريحُ بسماع قتادة له من أنسٍ، فزالَ ما كان يتوهَّم من
تدليسِ قتادةَ.