الأحوصِ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ مسعودٍ، فذكرَ احتضارَ المؤمنِ، وأنَّ روحَهُ تعادُ
إلى جسدِه عند سؤالهِ في القبرِ، ثم تُرفعُ روحُهُ، فتجعلُ في أعْلى عليين.
ثم تلا عبدُ اللهِ الآيةَ: (إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (18) وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ (19) كِتَابٌ مَرْقُومٌ (20) .
قال: في السماءٍ السابعةِ، فأمَّا الكافرُ فذكرَ الكلامَ، وتلا: (إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ (7) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ (8) .
قالَ: الأرضُ السابعةُ.
ورُوي مثلُ هذا المعنى عن أبي هريرةَ وعبدِ اللَّهِ بنِ عمرٍو.
وذكرَه ابنُ عبدِ البرِّ.
وروى سعيدٌ، عن قتادةَ قالَ: ذُكر لنا أنَّ عبدَ الله بنَ عمرٍو كانَ يقولُ: في
سجِّين هي الأرض السفلى فيها أرواح الكفارِ.
وروى ابنُ المباركِ، عن ابن لهيعةَ، عن يزيدَ بنِ أبي حبيبٍ، أنَّ منصورَ بنَ
أبي منصورٍ، حدّثه، قالَ: سألتُ عبدَ اللهِ بنَ عمرٍو، عن أرواحِ المسلمينَ
حينَ يموتونَ، قالَ: ما تقولونَ يا أهلَ العراقِ؟
قلتُ: لا أدرِي. قالَ: فإنَّها صُوَر طيرٍ بيضٍ في ظلِّ العرشِ، وأرواحُ الكفارِ في الأرضِ السابعَةِ.
وروى - أيضًا - عن كعبٍ، من روايةِ الأعمشِ، عن شمْر بنِ عطيةَ عنْ
هلالِ بنِ يسافٍ قالَ: كنّا جلوسًا إلى كعبٍ، فجاءَ ابنُ عباسٍ، فقالَ: يا
كعبُ، كل ما في القرآنِ قد عرفتُ، غيرَ أربعةِ أشياءَ، فأخبرْنِي عنهُنَّ، فسأله عن سجِّينٍ وعلِّيين، فقال كعبٌ: أما علِّيون فالسماءُ السابعةُ فيها أرواحُ المؤمنينَ، وأمَّا سجِّين فالأرضُ السابعةُ السُّفلى وفيها أرواحُ الكفارِ تحتَ خد إبليس.