قال محمدُ بنُ كعبٍ القرظيّ في قولهِ: (تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ) قال: تأكُلهُ
النارُ إلى فؤادِهِ، فإذا بلغتْ فؤادَهُ أنشئ خلقُهُ.
عن ثابتٍ البنانيِّ أنه قرأ هذه الآيةَ ثم قال: تحرقُهُم إلى الأفئدةِ وهم أحياءٌ
لقد بلغَ منهم العذابُ ثم يبكي.
وقال اللَّه عزَّ وجلَّ: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ (27) لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ (28) لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ (29) .
قال صالحُ بن حيانَ عن ابنِ بريدةَ في قولهْ (لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ)
قالَ: تأكلُ العظمَ واللحمَ والمخَّ ولا تذرُهُ على ذلك.
وقال السديُّ: لا تُبقي من جلودِهم شيئًا ولا تذرُهُم من العذابِ.
وقالَ أبو سنانَ: لا تذرُهُم إذا بُدِّلُوا خلقًا جديدًا.
وقالَ أبو رزينٍ في قولهِ: (لَوَّاحَةٌ للْبَشَرِ) قال: تلفحُ وجههُ لفحةً تدعه
أشدَّ سوادًا من الليلِ، قال قتادةُ (لَوَّاحَةٌ للْبَشَرِ) : حراقةٌ للجلدِ.
خرَّجَه كلَّهُ ابنُ أبي حاتمٍ وغيره.
وقال اللَّهُ تعالَى: (كَلَّا إِنَّهَا لَظَى (15) نَزَّاعَةً لِلشَّوَى (16) .
قال: تحرقُ كلَّ شيءٍ منهُ ويبقى فؤادُهُ يصيحُ.
وعن ابنِ زيدٍ قالَ: تقطَّعُ عظامُهُم ثم