وقيل: كانَ بعدَ البعثةِ بخمسِ سنين، ورجحه بعضُهم، قال: لأنَّه لا

خلاف أن خديجة صلَّت معه بعد فرض الصلاة، ولا خلاف أنها توفيَتْ قبل

الهجرة بمدةٍ، قيل: بثلاث سنين، وقيل: بخمس، وقد أجمع العلماءُ على

أن فرض الصلاة كان ليلةَ الإسراء.

قلت: حكايته الإجماعَ على صلاة خديجةَ معه بعد فَرض الصلاةِ غَلَط

مَحْضْ، ولم يَقُل هذا أحَدٌ ممن يُعْتَدُّ بقوله.

وقد خرج أبو يَعلَى الموصلي والطبرانيُّ من حديث إسماعيلَ بن

مُجالدٍ، عن أبيه عن الشَّعبي، عن جابر، أن رسولَ اللَّه - صلى الله عليه وسلم - سُئل عن خديجةَ؛ فإنها ماتت قبل أنْ تَنزل الفرائض والأحكام؟

فقال: "أبصرتها على نهر من أنهار الجنة، وفي بيت من قَصَب، لا لغو فيه ولا نَصَبٌ ".

وروى الزُّبيرُ بنُ بكَّارِ، بإسنادِ ضعيفٍ، عن يُونُسَ عن ابنِ شهابٍ، عن

عُروَةَ، عن عائشةُ، قالت: تُوفِّيتْ خديجةُ قبل أن تُفرض الصلاةُ.

وقد فرَّق بعضهم بين الإسراء والمعراج، فجعل المعراج إلى السماوات كما

ذكره اللَّه في سورة النَّجم، وجعل الإسراء إلى بيت المقدسِ خاصةً، كما

ذَكَره اللَّه في سورة (سبحان) وزَعَم أنهما كانا في ليلتين مختلفتين، وأن

الصلوات قُرضت ليلةَ المعراج لا ليلةَ الإسراء.

وهذا هو الذي ذكره محمدُ بن سَعْدٍ في "طبقاته " عن الواقديِّ بأسانيدَ

له متعددة، وذَكَر أن المعراج إلى السماء كان ليلةَ السبت لسبعَ عشرةَ خَلَتْ

من شهر رمضانَ قبل الهجرة بثمانيةَ عشرَ شهرًا من المسجد الحرام، وتلك

الليلةَ فرُضت الصلواتُ الخمس، ونزل جبريل فصلى برسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -

طور بواسطة نورين ميديا © 2015