"الوضوءِ" حديثَ أسامةَ، أن جبريلَ نزَل على النبي - صلى الله عليه وسلم - في أولِ الأمرِ، فعلَّمه الوضوءَ والصلاة.

وذكر ابنُ إسحاقَ: أنَّ الصلاةَ افتُرضتْ عليه حينئذِ، وكانَ هو - صلى الله عليه وسلم - وخديجةُ يُصلِّيان.

والمرادُ: جنسُ الصلاةِ، لا الصلواتِ الخمسِ.

والأحاديثُ الدالةُ على أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يصلي بمكةَ قبلَ الإسراءِ كثيرة.

لكن قد قيلَ: إنَّه كان قد فُرض عليه ركعتانِ في أولِ النَّهارِ وركعتان في

آخرِه فقط، ثم افتُرِضَتْ عليه الصلواتُ الخمس ليلةَ الإسراءِ، قاله مُقاتل

وغيرُه.

وقالَ قتادةُ: كان بدءُ الصلاةِ ركعتينِ بالغَداةِ، وركعتينِ بالعَشيِّ.

وإنَّما أرادَ هؤلاء: أنَّ ذلك كان فرضًا قبل افتراضِ الصلواتِ الخمسِ ليلةَ

الإسراءِ.

وقد زعم بعضُهم: أن هذا هو مُرادُ عائشةَ بقولِها: فُرضَت الصلاةُ ركعتين

ركعتين، وقالوا: إنَّ الصلواتِ الخمس فُرضَتْ أوَّلَ ما فُرضَتْ أربعًا

وثلاثًا وركعتين على وجهِها.

وضعَّف الأكثرون ذلك، وقالُوا: إنما أرادتْ عائشةُ فرضَ الصلواتِ الخمس

ركعتينِ ركعتينِ سِوى المغربِ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015