طرفَه أنا وجبريلُ حتَّى أتينا بيتَ المقدس.
وفُتحتْ لنا أبوابُ السماءِ، ورأيتُ الجنةَ والنارَ"
خرَّجه الإمامُ أحمدُ وغيرُه " قال في روايةِ المروزيِّ وفي حديثِ
حذيفةَ أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال:
"رأيتُ ليلةَ أسري بي الجنةَ والنارَ في السماءِ فقرأتُ هذه الآية:
(وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ) فكأنَي لم أقرأها قط "
وهو تصديقٌ لما قاله حذيفةُ، نقله عنه الخلالُ في كتابِ "السنة".
وهذا اللفظُ الذي احتجَّ به الإمامُ أحمدُ لم نقفْ عليه بعدُ في حديثه
وإنَّما رُوىَ عنه ما تقدَّم.
ورُوي عن حذيفةَ أنه قال: واللَّهِ ما زال البراقُ حتَّى فُتحتْ لهما أبوابُ
السماء ورأيا الجنةَ والنارَ، ووعدَ اللَّهُ الآخرةَ أجمعَ ولم يرفعْهُ، وهذا كلُّه
ليسَ بصريح في أنَّه رأى النارَ في السماءِ كما لا يَخْفى.
وأيضًا فعلى تقدير صحةِ ذلك اللفظ لا يدلُّ على أنَّ النارَ في السماءِ.
وإنما يدلُّ على أنه رآها وهو في السماءِ والميتُ يرى في قبره الجنةَ والنارَ
وليستِ الجنةُ في الأرضِ.
وقد رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - في صلاةِ الكسوفِ الجنةَ والنارَ وهو في الأرض، وكذلك في بعضِ طرقِ حديثِ الإسراءِ - حديث أبي هريرة - أنَّه مرَّ على أرضِ الجنةِ والنارِ في مسيره إلى بيتِ المقدسِ، ولم يدلَّ شيءٌ من ذلك على أنَّ الجنةَ في الأرض، فحديثُ حذيفةَ إن ثبتَ أنه رأى الجنةَ والنارَ في السماءِ، فالسماءُ ظرفٌ للرؤيةِ لا للمرئيِّ، واللَّه أعلمُ.
وفي حديثِ أبي هارون العبديِّ، وهو ضعيفٌ جدًّا عن أبي سعيد،