قال مجاهد والشَّعْبيُّ وقتادةُ والضحاكُ والنخعيُّ والزُّهريُّ وغيرُهم - في
قوله تعالى: (وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) :
إن المعنى: طهِّرْ نفسَك من الذنوب.
وقال سعيدُ بنُ جبيرٍ: وقلبَك ونيَّتَك فطهِّرْ.
وقريبا منه: قولُ مَنْ قال: وعملَك فأصلِحْ.
رُوي عن مجاهدٍ وأبي رَوْقٍ والضحاكِ.
وعن الحسنِ والقرظيِّ، قالا: خُلُقَك حسِّنْه.
فكنَّى بالثيابِ عن الأعمالِ، وهي الدِّينُ والتقوى والإيمانُ والإسلامُ
وتطهيرُه: إصلاحُه وتخليصُه من المفسداتِ له، وبذلك تحصلُ طهارةُ النفسِ
والقلبِ والنيةِ.
وبه يحصلُ حسنُ الخُلُقِ، لأنَّ الدِّينَ هو الطاعاتُ التي تصيرُ عادةً ودَيْدنًا
وخُلقًا، قالَ تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) .
وفسَّرهُ ابنُ عباسٍ بالدِّينِ.
* * *