وفي "المسندِ"، عن أمّ عطيةَ، أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - لما قدمَ المدينةَ جمع النساءَ،.
فبايعهنَّ على هذهِ الآيةِ، إلى قولهِ: (وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْروفٍ) .
وهذا قبلَ نزولِ سورةِ الممتحنةِ؛ فإنها إنَّما نزلتْ قبلَ الفتح بيسيرٍ.
واللَّهُ أعلمُ بحقيقةِ ذلكَ كلِّه.
وأمَّا ما بايعهم عليه، فقد اتفقت رواياتُ حديثِ عبادةَ، من طرقه الثلاثةِ
عنهُ، أنهم بايعُوه على أن لا يشركُوا باللهِ، ولا يسرقُوا، ولا يزنُوا، ولا
يقتلُوا.
وفي بعضِ الروايات: لا يقتلُوا أولادَهُم، كما في لفظِ الآيةِ.
وفي بعضِهَا: لا يقتلُوا النفسَ التي حرَّم اللَّهُ.
وهذه روايةُ الصُّنابحي، عن عبادةَ.
ثم إنَّ منَ الرواةِ من اقتصرَ على هذه الأربع، ولمْ يزد عليهَا.
ومنهمْ من ذكرَ في روايةِ المبايعةِ على بقيةِ ما ذكرَ في الآيةِ، كما في روايةِ
البخاريِّ المذكورةِ هاهنا.
ومنهم من ذكرَ خصلةً خامسةً بعد الأربع، ولكنْ لمْ يذكرْهَا باللفظِ الذي
في الآيةِ.
ثم اختلفُوا في لفظِها:
فمنهم من قالَ: "ولا ننتهبُ ".
وهيَ روايةُ الصنابحى عن عبادةَ المخرَّجةُ في "الصحيحينِ ".