وليس هذا بالصريح في أنَّ هذه البيعةَ كانتْ ليلةَ العقبةِ.

ولفظُ مسلم بهذه الروايةِ: عن عبادةَ بنِ الصامتِ، قالَ: إنِّي من النقباءِ

الذينَ بايعُوا رسولَ اللَّه - صلى الله عليه وسلم -. وقالَ: بايعناهُ على أن لا نشركَ - الحديث.

وهذا اللفظُ؛ قد يُشعرُ بأنَّ هذهِ البيعةَ غيرُ بيعةِ النقباءِ.

وخرَّجَهُ مسلمٌ، من وجهٍ آخرَ، من روايةِ أبي قلابَة، عن أبي الأشعثِ.

عن عبادةَ، قالَ: أخذَ علينا رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، كما أخذَ على النساءِ: أنْ لا نشركَ باللَّه شيئًا.

وهذا قد يُشعرُ بتقدمِ أخذهِ على النساءِ على أخذِهِ عليهِم.

وخرجَ مسلمٌ حديثَ عبادةَ، من رواية أبي إدريس عنه، وقال في حديثه:

"فتلا علينا آية النساء: (أَن لاَّ يشْرِكنَ بِاللَّهِ شَيْئًا) الآية ".

وخرَّجَه البخاريُّ في "تفسيرِ سورة الممتحنة" من رواية ابنِ عيينةَ، عن

الزهريِّ، وقالَ فيه: وقرا آيةَ النساءِ، وأكثرُ لفظِ سفيانَ: وقرا الآيةَ.

ثم قالَ: تابعهُ عبدُ الرزاقِ، عن معمرٍ - في الآيةِ.

وكذا خرَّجهُ الإمامُ أحمدُ والترمذيُّ، وعندَهُما: فقرأ عليهم الآيةَ.

زاد الإمامُ أحمدُ: التي أخذت على النساءِ: (إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ) .

وهذا تصريحٌ بأنَّ هذه البيعةَ كانتْ بالمدينةِ؛ لأن آيةَ بيعةِ النساءِ مَدنية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015