وخرّج الخلال - بإسنادٍ ضعيفٍ - عن أبي سعيدٍ، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنه قال في الكافرِ: "فيضيقُ عليه قبرُه حتى يخرجَ دماغُه من بَينِ أظفارهِ ولحمهِ ".

وقد وردَ ما يدل على أن التَّضييقَ عامٌّ للمؤمنِ والكافرِ، وصرّحَ بذلكَ

طائفةٌ من العلماءِ، منهم ابنُ بطةَ وغيرُه، فروى شعبةُ، عن سعدِ بنِ إبراهيمَ، عن نافع، عن عائشةَ - رضي الله عنها -، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال:

"إن للقبرِ ضغطة، لو كان أحدٌ ناجيًا منها لنَجا مها سعدُ بنُ معاذٍ"

خرَّجه الإمام أحمد.

وقد اخُتلِفَ على شعبةَ في إسنادهِ، فقيلَ: عنه كما ذكرنا:

وقيل: عنه، عن نافع، عن إنسانٍ، عن عائشة - رضي الله عنها -.

وقيل: عنه، عن سعدٍ، عن نافع، عن امرأةِ ابنِ عمرَ، عن عائشةَ - رضي الله عنها -.

وروى: الثوريُّ، عن سعد، عن نافع، عن ابنِ عمرَ، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وليس بالمحفوظِ.

ورواه ابنُ لهيعةَ، عن عقيلٍ، سمعَ سعدَ بنَ إبراهيمَ، يخبرُ عن عائشةَ

بنتَ سعدٍ، عن عائشةَ أمَ المؤمنينَ، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - بأنه قال لها: "تعوَّذِي باللهِ من عذابِ القبرِ، فإنه لو نجا منه أحدٌ لنجا سعدُ بنُ معاذٍ، لكنّه لم يزدْ على ضمِّه ".

خرَّجه الطبراني، ورواية شعبة أصح.

وخرَّج الإمامُ أحمدُ، من حديثِ محمدِ بنِ جابر، عن عمرِو بن مرةَ، عن

أبي البختري، عن حذيفةَ، قال: كنَّا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في جناز، فلمَّا انتهينَا إلي القبرِ قعدَ على شفتهِ فجعلَ يرددُ بصرَه فيه، ثم قال: "يُضغطُ المؤمنُ فيه ضغطةً تزولُ منها حمائِلُه، وتُملأ على الكافرِ نارًا ".

ومحمد بن جابر هو اليمامي:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015