الحارةُ، قالَه قتادةُ وغيرُه.

وهذه الآية ُ تضمنتْ ذكرَ ما يُتبردُ به في الدُّنيا من الكربِ والحرِّ وهو ثلاثة:

الماءُ والهواءُ والظلُّ، فهواءُ جهنمَ: السمومُ وهو الريحُ الحارَةُ الشديدةُ الحرِّ، وماؤُها الحميمُ الذي قدْ اشتدَّ حرُّهُ، وظلُّها اليحمومُ وهو قطعُ دخانِها، أجارَنا اللهُ من ذلك كلِّه بكرمِه ومنِّه.

وقالَ تعالى: (انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ) .

قالَ مجاهد:

هو دخانُ جهنمَ: اللهبُ الأخضرُ والأسودُ والأصفرُ الذي يعلو النَّارُ إذا

أُوقِدتْ.

قالَ السديُّ في قولهِ: (إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ) ، قال: زعمُوا أن

شررَها ترمي به، كأصولِ الشجرِ ثمَّ يرتفعُ فيمتدُّ.

وقالَ القرظيُّ: على جهنمَ سور فما خرج من وراءِ سورِها يخرجُ منها في عظم القصورِ ولونِ القارِ.

وقال الحسنُ والضحاكُ في قوله: (كالْقَصْرِ) هو كأصولِ الشجرِ العظامِ.

وقالَ مجاهد: قطعُ الشجرِ والجبلِ.

وصحَّ عن ابنِ مسعودٍ قالَ: شرر كالقصورِ والمدائنِ.

ورَوى عليٌّ بنُ أبي طلحةَ عن ابنِ عباسٍ قالَ: (بِشَرَرٍ كالْقَصْرِ)

يقولُ: كالقصرِ العظيم.

وفي "صحيح البخاريّ " عن ابنِ عباس، قالَ: كنا نرفعُ من الخشبِ

بقصرِ ثلاثةَ أذرع أو أقلَّ نرفعُه للشتاءِ، نُسميه القصرَ.

وقولُه: (كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ) ، قالَ ابنُ عباسٍ: حبالُ السفنِ

يُجمَعُ بعضُها إلى بعضٍ تكونُ كأوساطِ الرجالِ.

وقالَ مجاهد: هي حبالُ الجسورِ،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015