غضِبَ لا يُدْخِلُهُ غضبُه في باطل، ومَنْ إذا رَضِي لا يُخْرِجُهُ رضَاه من حق، ومنْ إذا قدِرَ لا يتعاطَى ما ليسَ له ".

فهذا هو الشديدُ حقًّا كما قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -:

"ليسَ الشديدُ بالصُّرَعَةِ إنَّما الشديدُ الذي يملكُ نفسَهُ عندَ الغضبِ ".

ولمسلمٍ: "ما تعدون الصُّرَعَةَ فيكم؟ " قلنا: الذي لا تَصْرَعُهُ الرِّجالُ.

قال: "ليس كذلك، ولكنَّه الذي يملكُ نفسَهُ عندَ الغضبِ ".

وقال رجلٌ للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: أوصِني.

قال: " لا تغضَبْ " فرددَ مرارًا، قال: "لا تغضبْ "

أخرَّجَه البخاريُّ.

وفي "المسندِ" أنَّ رجلاً قال: يا رسول اللَّه، ما يباعدني عن غضَبِ اللَّهِ؟

قال: "لا تغضَبْ ".

قال مُورِّقٌ العِجْلِي: ما قلتُ في الغضبِ شيئًا إلا ندمتُ عليه في الرِّضا.

قال عطاءٌ: ما أبكَى العلماءَ بكاءٌ آخرَ العمرِ إلا من غضبة قدْ أقحمتْ

صاحبَها مقحمًا ما استقاله.

كان الشعبيُّ ينشدُ:

ليستِ الأحلامُ في حالِ الرِّضا. . . إنَّما الأحلامُ في حالِ الغضَبْ

وكان ابنُ عونٍ - رحمه اللَّه تعالى - إذا اشتدَّ غضبُه على أحدٍ قال:

باركَ اللَّه فيك، ولم يزدْ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015