وفسر الحسن (?) اللزام بعذاب يوم القيامة.
ومن عادة السلف أنهم يفسرون اللفظ بما يدخل في عمومه دون قصد للقصر عليه. ولا منافاة حينئذ بين التفسيرين، فيكونون قد توعدوا على تكذيبهم بلزوم عذاب الدنيا وعذاب الآخرة.
رتب لزوم العذاب على التكذيب، فأعظم العذاب الأكمل التكذيب، وهو تكذيب الكفر.
ثم أصناف العذاب لازمة لتكذيب العصيان بالعدل والحكمة في التقسيم والترتيب.
لما كانت مقادير العباد عند ربهم بحسب عبادتهم، فالأنبياء- عليهم السلام- أعلى الناس منزلة عند الله فهم أعظمهم عبادة لله، وهم أتقاهم له وأشدهم خشية منه. وقد قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فيما رواه مالك وغيره:
«والله إني أرجو أن أكون أخشاكم لله، وأعلمكم بما أتقي» (?).
وقال أيضا: «والله إني لأتقاكم لله، وأعلمكم بحدوده» (?).
كيف يخشى وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر؟