16533 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الطِّهْرَانِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، أَنْبَأَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مَعْقِلٍ، أَنَّهُ سَمِعَ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ، يَقُولُ: " قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ اسْمَعُوا مِنِّي الْيَوْمَ وَأَنْصِتُوا لِي، فَوَعِزَّتِي لَا يَجُوزُ الْيَوْمَ ظَالِمٌ بِظُلْمٍ، وَلَا مُتَقَوِّلٌ عَلَيَّ، وَلَا مُبْتَدِعٌ فِي عَظَمَتِي، فَهَاتُوا بُرْهَانَكُمْ أَيُّهَا الْمُتَقَوِّلُونَ عَلَيَّ، وَالْمُبْتَدِعُونَ فِي عَظَمَتِي، وَالْمُسْتَخِفُّونَ بِحَقِّ جَلَالِي، مَا الَّذِي غَرَّكُمْ عَنِّي، وَأَنَا اللَّهُ الَّذِي لَا شَيْءَ مَثَلِي؟ لَوْ تَجَلَّيْتُ لِلسَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ لَزُلْنَ مِنْ هَيْبَتِي، وَلَوْ لَحَظْتُ -[2913]- الْبِحَارَ لَيَبِسَتْ مِنْ مِيَاهِهَا وَبَدَتْ قُعُورُهَا مِنْ خَشْيَتِي، وَلَوْ أَنَّ جَمِيعَ الْخَلَائِقِ سَمِعُوا كَلِمَةً مِنْ كَلَامِي لَصَعِقُوا مِنْ خَوْفِي وَهَاتُوا بُرْهَانَكُمْ أَيُّهَا الْجَهَلَةُ بِأَنَّ لِهَذَا الْخَلْقِ بَدِيعًا غَيْرِي وَبِأَنَّ لِي شَرِيكًا كَمَا زَعَمْتُمْ فِي مُلْكِي، أَوْ ثَانِيًا وَلِيًّا مَعِي وَلِأَيْ شَيْءٍ عَبَدْتُمُوهَا دُونِي؟ وَلِأَىْ شَيْءٍ نَفَيْتُمُوهَا، عَنْ عِبَادَتِي وَمُلْكِي وَرُبُوبِيَّتِي؟ فَالْوَيْلُ الطَّوِيلُ يَوْمَئِذٍ لِمَنْ أَبَانَ كَذِبُهُ صَدْقَهُ فِي، وَالْوَيْلُ الطَّوِيلُ يَوْمَئِذٍ لِمَنْ أَزْهَقَ الضَّلَالَةَ حَقِّي، وَالْوَيْلُ الطَّوِيلُ لِمَنْ دَحَضَتْ حُجَّتُهُ قُدَّامِي "