حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، أَنْبَأَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَنْبَأَ يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: " لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ أَخَذَ أُبَيُّ بْنُ خَلَفٍ يَرْكُضُ فَرَسَهُ حَتَّى دَنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاعْتَرَضَ رِجَالٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ لِأُبَيِّ بْنِ خَلَفٍ لِيَقْتُلُوهُ فَقَالَ لَهُمْ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اسْتَأْخِرُوا» ، فَاسْتَأْخَرُوا، فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَرْبَتَهُ فِي يَدِهِ فَرَمَى أُبَيَّ بْنَ خَلَفٍ وَكَسَرَ ضِلْعًا مِنْ أَضْلَاعِهِ، فَرَجَعَ أُبَيُّ بْنُ خَلَفٍ إِلَى أَصْحَابِهِ ثَقِيلًا فَاحْتَمَلُوهُ حَتَّى وَلَّوْا قَافِلِينَ فَطَفِقُوا يَقُولُونَ: لَا بَأْسَ، فَقَالَ أُبَيُّ حِينَ قَالُوا ذَلِكَ لَهُ: وَاللَّهِ لَوْ كَانَتْ بِالنَّاسِ لَقَتَلَتْهُمْ، أَلَمْ يَقُلْ: إِنِّي أَقَتَلُكَ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى؟ فَانْطَلَقَ بِهِ أَصْحَابُهُ يَتَغَشَّوْنَهُ حَتَّى مَاتَ بِبَعْضِ الطَّرِيقِ، فَدَفَنُوهُ. قَالَ ابْنُ الْمُسَيِّبِ: وَفِي ذَلِكَ أَنْزَلَ عَزَّ وَجَلَّ {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ} [الأنفال: 17] " الْآيَةَ