[قوله تعالى:] {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الأَيْمَنِ} 1 النداء هو الكلام من بعد، فسمع موسى عليه السلام النداء من حافة الوادي، ثم قال: {فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ} أي: أن النداء كان في البقعة المباركة من عند الشجرة2، كما تقول: سمعت كلام زيد من البيت، يكون (من البيت) لابتداء الغاية3، لا أن البيت هو المتكلم، ولو كان الكلام مخلوقاً في الشجرة4 لكانت الشجرة هي القائلة: {يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} 5.
قوله تعالى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاّ وَجْهَه} 6 فمن كلامهم أن المراد كل شيء مما كتب الله عليه الفناء والهلاك هالك7،والجنة والنار خلقتا للبقاء