قلت: ومن رجع إلى مصنفات ابن قدامة -رحمه الله- علم يقينا أنه بعيد كل البعد عن مذهب المفوضة وأهل التأويل لاسيما كتابه "ذم التأويل" الذي رد على أهل التأويل، ومن حذى حذوهم من المفوضة، وأثبت فيه مذهب أهل السنة من الإيمان بما ثبت في الكتاب والسنة من أسماء الله وصفاته لفظا ومعنى، وما ورد عن ابن قدامة هنا (وجب الإيمان به لفظا) من المجمل المتشابه الذي فسر صريحا واضحا بينا في مصنفاته الأخرى، فيجب رده إلى محكم كلامه -عليه رحمة الله-، وكل ما ورد عنه مما يحتمل ويحتمل فهو مردود إلى المحكم من كلامه في سائر تصانيفه، والله أعلم.

ما تضمنه كلام الإمام أحمد في أحاديث النزول وشبهها

قال المؤلف -رحمه الله-: (قال الإمام أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل - رضي الله عنه - في قول النبي - صلى الله عليه وسلم - " إن الله ينزل إلى سماء الدنيا " و " إن الله يرى في القيامة " وما أشبه هذه الأحاديث نؤمن بها، ونصدق بها لا كيف ولا معنى ولا نرد شيئا منها، ونعلم أنما جاء به الرسول حق، ولا نرد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا نصف الله بأكثر مما وصف به نفسه لا نتعدى ذلك، ولا يبلغه وصف الواصفين، نؤمن بالقرآن كله مجمله ومتشابهه، ولا نزيل عنه صفة من صفاته لشناعة شنعت، ولا نتعدى القرآن والحديث، ولا نعلم كنه ذلك إلا بتصديق من الرسول - صلى الله عليه وسلم - وتثبيت القرآن.

ما تضمنه كلام الإمام أحمد في أحاديث النزول وشبهها:

تضمن كلام الإمام أحمد -رحمه الله- والذي نقله عنه المؤلف ما يأتي:

أولا: وجوب الإيمان والتصديق بما جاء عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أحاديث الصفات من غير زيادة ولا نقص ولا حد ولا غاية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015