فما زالوا حتى دفعه إليهم، فكادوا وألقوه في غيابة الجب كما قال الله في القرآن الكريم، ثم بعد ذلك بعد مدة طويلة لما صارت العاقبة الحميدة له، وصار على خزائن مصر وجاء إخوته إليه صار الناس كلهم يجيئون من كل مكان يكتالون بعدما جاءت السنين الجدب -كما هو معروف- يوسف -عليه السلام-، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته قال: {ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ} (?) وإلا فلا كيل فعرفهم وهم لم يعرفوه قالوا: {سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ (61) } (?) لنا أخ لكن متمسك به أبونا، فما زالوا بأبيهم حتى جاءوا به، بعد ذلك كاد الله ليوسف, يوسف قال لفتيانه: اجعلوا الصواع في رحل أخيه يعني: يُوهم أنه أخذه.

ثم بعد ذلك كال لهم، وذهبوا ثم جاءهم المنادي: {أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ (70) قَالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ مَاذَا تَفْقِدُونَ (71) قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ (72) قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ (73) } (?) ما جئنا لنفسد وما جئنا لنسرق، نحن الآن نريد أن نكتال ونذهب إلى أهلنا: {قَالُوا فَمَا جَزَاؤُهُ إِنْ كُنْتُمْ كَاذِبِينَ (74) قَالُوا جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ} (?) الذي يوجد في رحله يؤخذ -هذا من الكيد- قال تعالى: {كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ} (?) كاد الله ليوسف: {قَالُوا جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (75) } (?) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015