بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله أرسل رسوله بالهدى ودين الحقِّ ليظهرَه على الدِّين كُلِّه ولو كره المشركون، وصلى الله على نبينا محمد وآله، وسلم تسليما كثيرا ... أما بعد:
فلا يخفى أن كتاب "فتح الباري شرح صحيح البخاري" للحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله من أعظم كتب المسلمين إلا أن عمل البشر ـ مهما بلغ صاحبه من العلم ـ لا بد فيه من النقص، وهذا النقص يختلف من كتاب لآخر كما، ونوعا.
ومن المعلوم أنَّ من النقص الذي لا يحسن التساهل معه ما كان متعلقا بالعقيدة؛ فهي أولى ما يعتني به العبد ويحرص على المحافظة عليه.
وهذه تعليقات على المخالفات العقدية في الفتح أملاها فضيلة الشيخ عبد الرحمن البراك ـ حفظه الله ـ على الشيخ عبد العزيز الجليل ـ حفظه الله ـ علَّق فيها على مواضع كثيرة بيَّن فيها الحق ـ مذهب أهل السنة والجماعة ـ بياناً شافياً.
وعناية فضيلة الشيخ عبدالرحمن البراك في هذا الباب ظاهرة مشهورة، فقد أمضى حفظه الله نحو نصف قرن في تدريس العقيدة السلفية ونشرها للناس، فجزاه الله عن المسلمين خير الجزاء.
وكانت طريقة التعليق على ما في فتح الباري من مخالفات عقدية: أن الشيخ عبد العزيز الجليل يخرج المواضع التي فيها مخالفة لمنهج أهل السنة، ثم يعرضها على الشيخ عبد الرحمن البراك؛ فيملي عليه ما يقرره أهل السنة، ولم يقرأ عليه الفتح كاملا، حدثني بذلك الشيخ عبد الرحمن البراك.
وقد طبعت هذه التعليقات مع الفتح في دار طيبة عام 1426 هـ.
وهذه نشرة مفردة للتعليقات يسهل اقتناؤها، والانتفاع بها، والرجوع إليها، استأذنت الشيخ في نشرها فرحب بذلك وشجع عليه.
وقد جعلتُ لكل تعليق رقما، وعزوت كلام الحافظ في الفتح للطبعة السلفية الأولى بالجزء والصفحة؛ لأنها من أجود الطبعات وأكثرها انتشاراً.
عبد الرحمن بن صالح السديس
15/ 11/ 1426 هـ.