يَرْضَى الجَوادُ إذا كفَّاهُ وازنَتَا ... إحدَى يَمِينيْ يَديْ نصْر بنِ يسَّارِ
يَداه خَيْرُ يَديْ حَيٍّ سَمِعت به ... من الرِّجالِ بِمَعْروفٍ وإنكَارِ
العَابِطُ الكُومَ إذ هَبَّتْ شآمِيَةٌ ... وقاتلَ الكَلْبُ مَن يَدْنو إلى النَّارِ
والقائِلُ الفاعلُ الميمونُ طَاِئرُهُ ... والمّانعُ الضَّيم ان يَدْنو مِن الجَارِ
كَمْ فيكَ إن عُدِّدَ المعْروفُ مِن كَرَمٍ ... ونَائِلٍ كَخَلِيج المُزْبِد الجَارِي
انْتَ الجَوادُ الَّذِي تُرْجَى نَوافِلُهُ ... وأَبْعَدُ النَّاسِ كُلّ النَّاِس من عَاِر
وأقربُ النَّاسِ كُلّ النَّاس مِن كَرَمٍ ... يُعْطِي الرَّغائِب لم يهْمُم بإِفتار
اخبرنا ابن دريد قال: اخبرنا أبو عُثمان الأُشنانْدانِيّ، عن العُتْبي عن أبي اسحاق قال: حدثني ابنُ الكليبة قال: ولاَّني عُمر بن عبد العزيز عَمَلاً فلمّا ودّعتُه قال: يا ابن الكليبة، ما أمَلُ أهْلِك فيك؟ قلتُ: السَّلامةُ والعافِيةُ. قال: لا، ولكن أملُهم فيك ان تَرِدَ لهم عَلى ظَهْرِك، وأن تَحْمِل لهم عَلى كاهِلك، يا ابن الكُليبة إني لأَعْلَمُ أنَّ لك ولداً تُحِبُّ لهم الغِنى، وتكره لهم الفقر، وأن الله عزَّ وجلّ قد كتب عليهم فقراً، أو كتب لهم غِنى، وأنَّ اهلَ السّموات والأَرض لَو جَهدوا أن يُغْنُوا من كَتب الله عليه الفقر أو يُفْقِروا من كتب الله له الغِنى،