فقال: انقض منها المفتول، وابرم منها المسحول، واحيلها حتى تحول، ثم انظر إلى ما يئول، وليس لها بصاحب من لم ينظر في العواقب. قالَ: قد احلت واحسنت، فأخبرني عن العجز الظاهر، والفقر الحاضر. قالَ: اما العجز الظاهر فالشاب الضعيف الحيلة، التبوع للحيلة، الذي يحوم حولها، ويسمع قولها، ان غضبت ترضاها، وان رضيت تفداه، فذاك الذي لا كان ولا ولد النساء مثله، واما الفقر الحاضر فالذي لا تشبع نفسه، وان كان له قنطار من ذهب.

قالَ: فأخبرني عن السوءة السوءاء، والداء العياء. قالَ: اما السوءة السوءاء فالمراة السليطة التي تعجب من غير عجب، وتغضب من غير غضب، فصاحبها لا ينعم باله ولا يحسن حاله، ان كان ذا مال لم ينفعه، وان كان فقيرا عير به، فأراح الله منها بعلها، ولا متع بها اهلها.

واما الداء العياء فالجار جار البيت ان شهدك صسافهك، وان غبت عنه سبعك، وان قاولته بهتك، وان سكت عنه ظلمك.

فقال له النعمان: انت انت! فأحسن صلته وصلة اصحابه،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015