وأكرم نفسي إنني إن اهنتها ... وحقك لم تكرم على احد بعدي

قالَ: قلت ويحك! عن أي شئ أكرمتها وهذه الجرة على عاتقك؟ قالَ أكرمتها عن الوقوف على باب مثلك، ثم ولى وهو يقول:

لنقل الصخر من قلل الجبال ... أحب إلي من منن الرجال

يقول الناس كسب فيه عار ... فقلت: العار في ذل السؤال

(219) وعن الأَصمعي، قالَ: رأيت أعرأبياً وقد وضع يده بباب الكعبة وهو يقول: بيا رب سائلك ببابك، مضت أيامه، وبقيت آثامه، وانقطعت شهوته، وبقيت تبعته، فارض عنه، وافع عنه، فإنما يعفي عن المسئ ويثاب المحسن، وانت أفضل من دعوت، وأكرم من رجوت.

(220) وعن الأَصمعي، قالَ سمعت أعرأبياً يدعو بعرفات، فقال: اللهم إن ذنوبي لم تبق لي إلا رجاء عفوك، وقد تقدمت إليك يا إله الذنوب، فأمنن على بما لا أستاهل، واطعني مالا استحق بطولك وفضلك وجودك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015