(190) وعن الأَصمعي، قالَ: ذكر ابو البيداء ان عبد الملك بن مروان وقف جارية للشعراء - وعنده جماعة منهم - فقال: من اجاز هذا البيت فهي له، ثم أَنشَدَتهم:

بكى كل ذي شوق شآم وتبعه ... يمان، فأنى يلتقي الشجنان؟

فقال جرير: ادني يا جارية، فقال:

يغور الذي بنجد، او ينجد الذي ... بغور تهامات فيلتقيان

فقال عبد الملك: خذ بيدها، ثم اقبل عبد الملك على جرير فقال: اتعرف هذا؟ يعني الاخطل.

فقال الاخطل: الا تعرفني وانا الذي اطلت شتمك، وارقت نومك، واهتضمت قومك؟ فقال جرير: ذاك وأبيك اشقى لك، اما قولك: اطلت شتمك، فقد فعلت، فما كففت ولا انتصرت، واما قولك: ارقت نومك، فلو كنت نمت عن عشيرتك وعن عيبك كان خيرا. واما قولك: اهتضمت قومك، فكيف يهتضم قومي من ضربت عليه الذلة والمسكنة وباء بغضب من الله؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015