وقد بنى الأدرمي -رحمه الله- مناظرته هذه على مراحل ليعبر من كل مرحلة إلى التي تليها حتى يفحم خصمه.
المرحلة الأولى: العلم فقد سأله الأدرمي هل علم هذه البدعة النبي -صلى الله عليه وسلم- وخلفاؤه؟ قال البدعي: لم يعلموها وهذا النفي يتضمن انتقاص النبي -صلى الله عليه وسلم- وخلفائه حيث كانوا جاهلين بما هو من أهم أمور الدين ومع ذلك فهو حجة على البدعي إذا كانوا لا يعلمونه ولذلك انتقل به الأدرمي إلى:
المرحلة الثانية: إذا كانوا لا يعلمونها فكيف تعلمها أنت؟ هل يمكن أن يحجب الله عن رسوله -صلى الله عليه وسلم- وخلفائه الراشدين علم شيء من الشريعة ويفتحه لك؟ فتراجع البدعي وقال أقوال قد علموها فانتقل به إلى:
المرحلة الثالثة: إذا كانوا قد علموها فهل وسعهم أي: أمكنهم ألا يتكلموا بذلك ولا يدعوا الناس إليه أم لم يسعهم؟ فأجاب البدعي بأنهم وسعهم السكوت وعدم الكلام فقال له الأدرمي: فشيء وسع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وخلفاؤه لا يسعك أنت فانقطع الرجل وامتنع عن الجواب؛ لأن الباب انسد أمامه.
فصوب الخليفة رأي الأدرمي ودعا بالضيق على من لم يسعه ما وسع النبي -صلى الله عليه وسلم- وخلفاؤه.
وهكذا كل صاحب باطل من بدعة أو غيرها فلابد أن يكون مآله الانقطاع عن الجواب.