ورغبة في نشر العقيدة الصحيحة قمنا بتدريس هذا الكتاب في مسجدنا لإخواننا بالاستعانة بشرح الشيخ محمد الصالح العثيمين وكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه العلامة ابن القيم وغير ذلك من المصنفات في هذا الباب. فألح عليّ بعض الإخوان في تخريج هذا الشرح وطبعه مع المتن لتعم الفائدة فألقيته اقتراحًا سديدًا فاستخرت الله تعالى واستعنت به وشرعت في ذلك سائلًا المولى جل وعلا أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم وأن ينفع به مؤلفه وشارحه ومن علق عليه وناشره وقارئه وطابعه:

{يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ , إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء: 88-89] .

وخير وصية أوصي بها إخواني في هذا المقام هي قول الله تعالى:

{وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمْ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [البقرة: 282] .

وما أحسن ما قال الإمام الأوزاعي رحمه الله: عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس، وإياك ورأي الرجال وإن زخرفوه لك بالقول، فإن الأمر ينجلي وأنت على طريق مستقيم1.

وقال: فاصبر نفسك على السنة، وقف حيث وقف القوم، وقل فيما قالوا، وكف عما كفوا عنه، واسلك سبيل سلفك الصالح فإنه يسعك ما وسعهم2.

والله تعالى أسأل أن يرزقنا علمًا نافعًا وعملًا صالحًا متقبلًا. كما نسأله سبحانه أن يعيذنا من علم عاد كلًا وأورث ذلًا وصار في رقبة صاحبه غلًَا وأن يمن علينا بتحقيق التوحيد علمًا وعملًا واعتقادًا وحالًا ونعوذ بالله أن يكون حظنا من ذلك مجرد حكايته.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015