3 - ومن ذلك أيضاً أنه وسَّع لمعاوية - رضي الله عنه - ولايته، فإنَّ عمير بن سعد استعفى عثمان - رضي الله عنه - واستأذنه في الرجوع إلى أهله، فأذن له وضمَّ حمص وقنسرين إلى معاوية - رضي الله عنه - (?)، وكان معاوية أهلاً للولاية فقد استعمله عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قبل عثمان - رضي الله عنه -.

وبالمختصر فقد كان عثمان - رضي الله عنه - يفعل ذلك من باب صلة الرحم (?) ويقول: لو أن بيدي مفاتيح الجنة لأعطيتها بني أمية حتى يدخلوا من عند آخرهم (?). ويقول: «إن عمر كان يمنع أهله وأقرباءه ابتغاء وجه الله، وإني أعطي أهلي وأقربائي ابتغاء وجه الله» (?). وهذا اجتهاد منه - رضي الله عنه - ولم يكن أولَ خليفة يجتهد، ولا يستحق أن يقتل لأجله، ويكفينا استدلالاً على ذلك قولُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنه: «يقتل هذا مظلوماً» (?)، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: «كيف تصنعون في فتنة تثور في أقطار الأرض كأنها صياصي بقر؟» قالوا: فنصنع ماذا يا نبي الله؟ قال: «عليكم بهذا وأصحابه» قال فأسرعت حتى عطفت على الرجل فقلت: هذا يا نبي الله؟ قال: «هذا». فإذا هو عثمان (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015