فأما الأول وهو المنادى المضاف إلى ياء المتكلم فلا يخلو: إما أن يكون المنادى كلمة (أب) أو (أم) أو غيرهما، فإن كان غيرهما. نحو: يا غلامي، جاز فيه ست لغات، ثلاث منها بإثبات الياء، وثلاث بحذفها، وهي كما يلي:

الأولى: إثبات الياء ساكنة، فتقول: يا غلامي، قال تعالى: {يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ} (?) ، في قراءة من أثبت الياء ساكنة وهم نافع وأبو عمرو وابن عامر من السبعة، فـ (عبادي) منادي منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة، وهو مضاف وياء المتكلم ضمير مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.

الثانية: إثبات الياء مفتوحة فتقول: يا غلاميَ، قال تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ} (?) فـ (عبادي) منادى منصوب - كما تقدم - وياء المتكلم ضمير مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه.

الثالثة: قلب الكسرة التي قبل الياء المفتوحة فتحة، فتنقلب الياء ألفاً، لتحركها وانفتاح ما قبلها، فتقول: يا غلامَا. قال تعالى: عن يعقوب عليه السلام: {يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ} (?) فـ (أسفا) منادى منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. (?) وياء المتكلم المنقلبة ألفًا ضمير مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.

وإلى هذه اللغات الثلاث أشار بقوله: (وبالياء فتحًا وإسكاناً وبالألف) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015