6. الاتجاه نحو رواية الحوادث باستقلالية وشمول من دون قطعها، وإن استمرت هذه الحوادث مدة أطول (?) ، مما يعدّ بداية للمنهج الموضوعي في كتابة السيرة، وترك المنهج الحولي القائم على رواية الحوادث على وفق السنين وتسلسلها الزمني، مع العلم أن العسلي يشكك في كون هذا الاتجاه أهو من عند عاصم أم أنه جاء نتيجة تلاعب المؤرخين الذين نقلوا عنه (?) .

7. إبداء الاراء ووجهات النظر برواة الحوادث ودوافعهم في القول (?) ، إذ تمثل هذا الأمر في إبداء عاصم وجهة نظره في الرواية التي ذكرت قولا للعباس بن عبادة بن نضلة الخزرجي* في الأنصار حين قال: " والله ما قال ذلك العباس إلا ليشد العقد لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم في أعناقنا" (?) .

مثّل هذا الأمر نقلة نوعية في بروز الاتجاه النقدي والتعليق على الروايات التي ترد إلى مسامع عاصم بن عمر.

هذه هي الروافد التي أكسبها عاصم بن عمر لكتابة السيرة النبوية، مع استمرار المنحى المألوف في ذلك العصر وهو الترسل وعدم الاهتمام والتشدد بذكر مسانيد الروايات التي يذكرها (?) ، وهذا الأمر لم يقطع فيه العسلي إذ يقول: " ولا نعلم هل أن الحذف [في رواة الخبر] هو من ابن إسحاق أم أنه من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015