أرسله من قبله إلى أهالي نجران في اليمن ليفقههم في الدين ويعلمهم السنة ومعالم الإسلام ويأخذ منهم صدقاتهم، وتكون هذه الوصية مرجعا له في أموره (?) .
ويبدو أن أصل هذه الوثيقة كان موجودا عند عبد الله أو أسرته، وذلك لقيمتها المعنوية لأنها تعدّ شاهدا حيا على دور أسرته وأجداده في خدمة الإسلام، وأن انتخاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم لجده من بين باقي الصحابة ليكون عامله على نجران دليل على مكانة هذا الرجل في نفس الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم حتى يوليه هذه المهمة.
أكد هذا الأمر بروز الترعة القبلية والمفاخرات بين أبناء الصحابة وأحفادهم، ثم انعكاس هذه الترعة على الكتابة التأريخية، حيث تمخض في هذه المرحلة تركيز الرواة في ذكر دور قبائلهم ومتعلقيهم في الحوادث التي عاصروها وإغفال الأدوار التي قام بها الأشخاص الاخرون أو ذكروها عرضا من دون تفصيل، وخير دليل على ذلك هو عدم وجود أية رواية لهذا الرجل عن الحوادث التي رافقت بداية الدعوة والتي سبقت هجرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم إلى المدينة، إذ عزا الدوري هذا الأمر إلى بقاء فكرة أيام العرب ومفاخراتها عالقة في أذهان وعقول الناس وتصرفاتهم (?) .
3. تضمين الروايات التي يذكرها بما قيل في مناسباتها من شعر (?) ، كما تبين ذلك الروايات التي وردت في السيرة (?) ، وهذا الأمر راجع إلى كون عبد