كان سبب هذا التضارب في الاراء هو تناقض الروايات من حيث إباحة التدوين والكتابة والأمتناع عنها (?) .

ظلت هذه القضية محل أخذ وعطاء بين الباحثين حتى صرح أحدهم بتأكيد شديد حول نفي الاراء الرافضة لوجود تدوين في بدايات القرن الأول الهجري إذ يقول: " إن قضية العلم العربي الذي ظل محفوظا في الصدور والذاكرة حتى أواسط القرن الثاني الهجري إنما هي محض خرافة" (?) .

لم تقتصر تلك المدونات على الجوانب التأريخية لحياة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم بل كانت تتضمن أحكاما تشريعية؛ وهذه الأحكام هي (السنة) ولذلك نجد أن هذه المدونات قد تلقفتها كتب الحديث والأخبار والسيرة على حد سواء (?) .

إن هذا التداخل بين هذه المواضيع في هذه المدونات مرجعه إلى أن الاستقلالية في التصنيف بالعلوم والمعارف آنذاك ولا سيما عند المؤرخين والمحدثين لم تكن قد نشأت بعد؛ فضلا عن اشتراكها باليات البحث لكل منهما وهي (الرواية) (?) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015