والتيمن بذكر اسمه الشريف عند ذكر أسماء الأعلام الذين يترجم لهم في هذه الكتب.

ولأجل ذلك نرى أن اثر هذه المصنفات محدود في تطور كتابة السيرة، لا من ناحية جعل سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم ضمن هذه المصنفات الذي هو تطور بحد ذاته، بل من ناحية عدم وجود لمسات تجديد في وجهة نظر كل واحد من هؤلاء المصنفين، لأنهم في أثناء عرضهم سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم ضمن مصنفاتهم لم يكونوا يريدون أن يثبتوا حجة ما، أو يناقشوا الروايات، أو أن يضيفوا أسلوبا مغايرا لما اعتادوه، بل كان عرضهم سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم مجرد عرض أولي وبسيط لا يتجاوز تكرار ما ذكرته المصنفات السابقة؛ وهذا الأمر قد أشار إليه أحد الباحثين في قوله: " وإذا كان من الحق أن نقول ن كتاب التراجم لم يعنوا بالنقد والتحليل والتعليل في ترجمة الرجال أكثر مما عنوا في سرد أخبارهم وذكر آثارهم ونقلهم بعضهم عن بعض حتى تشابهت العبارات في مصادر الترجمة" (?) . وإذا كان ثمة تطور يذكر فهو في إدخال السيرة النبوية الشريفة ضمن كتب تخصصت في مجال الطبقات والتراجم للصحابة والتابعين والأصفياء والصالحين والخلفاء و ... الخ لا غير.

وكانت هنالك مصنفات أخرى أدمجت السيرة النبوية ضمن مباحث كتبها، ولكن هذه المصنفات لم تكن مصنفات تأريخية بالدرجة الأولى بل كانت على قسمين: القسم الأول: كتب الحديث، إذ خصص بعض المحدثين قسما من كتبهم للحديث عن سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم وأحواله (?) ، والقسم الثاني: كتب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015