1. الطبقات الكبرى لمحمد بن سعد (ت 230 هـ) :
هو محمد بن سعد بن منيع الزهري الهاشمي البصري، ولد في البصرة سنة (118 هـ) ، ثم انتقل إلى بغداد ولازم دار شيخه محمد بن عمر الواقدي، وسمع منه معظم كتبه ودونها عنه حتى أطلق عليه كاتب الواقدي، وقد نال ابن سعد مكانة سامية في نفوس العلماء وحصل على ثقتهم لدقته العلمية وحرصه الشديد على إتباع أساليب المحدثين في كتاباته ورواياته، وتوفي ابن سعد في بغداد سنة (230 هـ) (?) .
خصص ابن سعد حيزا كبيرا من كتابه الطبقات لسيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم وأحواله (?) حتى عدّت هذه السيرة التي تضمنها هذا الكتاب من الأصول المهمة لقدمها وقرب عهدها من عصر الرسالة (?) .
شكل هذا الحيز الكبير حافزا لابن سعد على تبني منهج جديد ومتطور يتناول فيه سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم بأسلوب مغاير لما ألفته مصنفات عصره، وهذا المنهج قد تمثل بجوانب عدة مهمة أسهمت في بلوغ السيرة مكانة بارزة بين المصنفات الأولى لسيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم (?) ، وهذه الجوانب هي:
1. التقاء نشاط المحدثين والإخباريين والنسابة في كتابة سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم، وانصهار تجاربهم في هذا المجال ضمن مصنف ابن سعد هذا (?) ، وما ذلك إلا لورود تراجم عديدة للذين شاركوا في حوادث السيرة أو الذين رووا أخبارها،