بالمسعودي على تأليف جملة كتب في موضوع واحد، هل هي مجرد إطالة واختصار أو إعادة وتكرار للتظاهر لكثرة التأليف وسعة المعرفة؟ فوجدت أن كتابه التنبيه هو كتاب صغير مختصر بالنسبة إلى كتاب مروج الذهب، إلا اننا لا نستطيع أن نعتبره اختصارا له، لأن الاختصار هو إيجاز تام كامل لمفصل مبسوط، وليس كتاب التنبيه إيجازا له بالمعنى المذكور ففي مروج الذهب فصول عديدة لم ترد في كتاب التنبيه. أما الموضوعات المشتركة التي ترد في التنبيه فهي وإن كانت مذكورة في مروج الذهب ولكنها في الواقع جزء قليل من كثير مزج باستدراكات فاته ذكرها في الكتاب الأول" (?) .
بقي لنا أن نذكر الاسهامات التطورية التي اوجدها المسعودي لكتابة السيرة النبوية ضمن كتب التأريخ العام أولا ثم كتب السيرة ثانيا في مصنفه [التنبيه والأشراف] ، وهذه الاسهامات هي:
1. إطلاق المسميات على السنوات التي أعقبت هجرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم إلى المدينة حتى وفاته (?) ، وتبيان الغرض الذي من أجله أطلقت هذه المسميات على بعض من سنوات الهجرة، وفي بعضها لم يبين سبب إطلاق هذا الاسم من دون غيره عليها، فأما السنوات التي بين سبب إطلاق المسميات عليها فهي:
أ. السنة الثانية من الهجرة فقد أسماها ب (سنة الأمر) لأنه أمر فيها بالقتال (?) .