بروايتها حقيقة هذا الأمر (?) ، فضلا عن ذلك فان هذا الكتاب قد وجد له متنفسا في بعض المصنفات التي تلته إذ اقتبس مؤلفوها نصوصا منه وكان أحد المصادر التي أعتمد عليها في كتابة هذه المصنفات (?) .
ثانيا: الإملاء المختصر في شرح غريب السير لأبي ذر مصعب بن محمد الخشني (ت 604 هـ) (?) :
كان لاهتمامه البارز باللغة وعلومها أثر فعال في قيامه بشرح بعض الألفاظ الغريبة الواردة في السيرة، مما جعل كتابه هذا أثرا خالصا في اللغة ومظانها، إذ نلمس ذلك جليا في المقدمة التي افتتح بها كتابه هذا والتي يقول فيها: " قصدت في شرح ما استفهم من غريب معانيه وإيضاح ما التبس تعقيده على حامله وروايه مع اختصار لا يخل وإيجاز يتم به البيان ويستقل" (?) ، ولأجل ذلك كان كتابه هذا تلخيصا لبعض الروايات وشرحها، مع عدم التوسع في إيراد كل مضامين السيرة، وهذا ما وضحته مقالته التي مفادها: " لم يقصد فيه إشارة إلى كتابه الإملاء قصد التأليف فتمتد فصوله وأبوابه وإنما هي عجالة خاطر وغنية